دعت السيدة غوين موابا، المديرة العامة لتمويل التجارة والخدمات المصرفية المراسلة في أفريكسيم بنك، في كلمتها خلال افتتاح الدورة الخامسة والعشرين من ندوة البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد لتمويل التجارة في أبيدجان، إلى تعزيز قدرات تمويل التجارة وتعميق التعاون بين المؤسسات المالية الأفريقية لتسريع النمو الشامل والمستدام في جميع أنحاء القارة.

وقالت السيدة موبا " إن إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية مثل المعادن، والمحروقات، والسلع الزراعية، إلى جانب فرص متزايدة في مجالات ذات قيمة مضافة مثل الطاقة والمعادن واللوجستيات. وتمثل هذه الموارد إمكانات هائلة للتنمية إذا ما تم تمويلها بمسؤولية وكفاءة، وبإدارة صارمة للمخاطر. ولتحويل هذه الإمكانات إلى نتائج ملموسة، نحن بحاجة إلى بنوك ومؤسسات مالية لا تكتفي بالوعي بالمخاطر، بل تتمتع بكفاءة هيكلية عالية".

وأكدت على الدور المحوري للمهنيين الماليين المؤهلين في رسم مستقبل التجارة الإفريقية، وعلى أهمية بناء القدرات لتحويل الموارد الطبيعية والبشرية الوفيرة في إفريقيا إلى تنمية اقتصادية ملموسة. وأضافت: إن المصرفيين المدربين تدريباً عالياً، والذين يمتلكون مهارات متقدمة في هيكلة الصفقات، يمكنهم تصميم حلول تمويلية تتماشى مع سلاسل القيمة كثيفة رأس المال، وتكييف تمويل المشاريع مع احتياجات التنمية المحلية والضوابط البيئية".

وشددت على أن التمويل التجاري القائم على الثقة وتقييم المخاطر والسيولة يمثل شريان الحياة للتجارة والاستثمار وخلق فرص العمل، مضيفة: " مهمتنا الجماعية هي ضمان تدفق هذا الشريان بشكل موثوق إلى الشركات التي تحتاجه، وأن تعم فوائده على نطاق واسع".

وقد حضر حفل الافتتاح ممثلون عن حكومة كوت ديفوار، من بينهم السيد باتريك أوليفييه دايبو، نائب مدير ديوان وزارة التجارة، والسيد شالوهو كوليبالي، المدير الوطني للبنك المركزي لدول غرب إفريقيا، ممثلاً لمحافظ البنك الدكتور جان-كلود كاسي برو، والسيد جيروم أهوا، نائب المدير العام للبنك الوطني للاستثمار، ممثلاً عن جمعية المصرفيين.

وتُعد هذه الندوة السنوية، التي تدخل عامها الخامس والعشرين، البرنامج الرئيسي لبناء القدرات في إفريكسيم بنك، وقد قدمت تدريباً لآلاف المصرفيين والممولين وصناع السياسات الأفارقة منذ انطلاقها. وتمثل دورة هذا العام محطة بارزة في مسيرة البنك: ربع قرن من تمكين المهنيين الماليين وتعميق الخبرة الإفريقية في هيكلة وتنفيذ حلول التمويل التجاري.

وفي معرض إبرازها لدور إفريكسيم بنك الريادي في منظومة التمويل التجاري الإفريقية، أوضحت السيدة موابا أن البنك، وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، أنشأ محفظة من البرامج والتسهيلات التي تدعم التكامل الإقليمي، وإضافة القيمة، وخلق فرص العمل، وتشمل هذه:

• تمويل واسع النطاق للقطاعات الموجهة نحو التصدير والبنية التحتية الداعمة للتجارة؛
• أدوات مبتكرة لتقاسم المخاطر وتعزيز الائتمان بهدف تعبئة رأس المال الخاص؛
• تسهيلات متخصصة لتمويل السلع والمشاريع تتماشى مع المعايير البيئية والاجتماعية؛
• برامج بناء قدرات موجهة لتعزيز مهارات المصرفيين وصناع السياسات الأفارقة.

وستتناول ندوة إفريكسيم بنك للتمويل التجاري مواضيع محورية ترسم مستقبل التمويل التجاري في إفريقيا، منها: دور الرقمنة والبيانات والتكنولوجيا والشفافية؛ إدارة المخاطر في بيئة عالمية متقلبة؛ وأهمية التعاون بين البنوك والمؤسسات الإنمائية متعددة الأطراف وشركات التكنولوجيا المالية والمصدرين وصناع السياسات لتطوير حلول قابلة للتوسع ومستدامة.

وفي ختام كلمتها، أعربت السيدة موابا عن ثقتها في أن المناقشات التي ستجري في أبيدجان ستفضي إلى نتائج ملموسة وستعزز منظومة التمويل التجاري الإفريقية.

تُعقد ندوة إفريكسيم بنك للتمويل التجاري من 4 إلى 6 نوفمبر 2025 في أبيدجان تحت شعار: «تعزيز قدرات التمويل التجاري من أجل نمو شامل ومستدام في إفريقيا». وستُختتم بندوة خاصة حول التمويل عبر التخصيم يوم 7 نوفمبر 2025.