سجل النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية، الذي أطلقه البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، إنجازا هاما في رحلته نحو تعزيز التكامل المالي والازدهار الاقتصادي في جميع أنحاء إفريقيا من خلال إطلاق البنك التجاري الكيني في كينيا وبنك كيغالي في رواندا المنصة بشكل رسمي.

أتاحت عمليات الإطلاق التي قام بها بنك كيغالي في كيغالي يوم 26 فبراير والبنك التجاري الكيني في نيروبي يوم 27 فبراير لهما أن يصبحا أول بنكين في بلديهما يدمجان النظام التحويلي ضمن عملياتهما. ويعكس ذلك التزامهما الراسخ بدعم التجارة البينية الأفريقية وتعزيز جهود منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

سيتمكن عملاء البنك التجاري الكيني وبنك كيغالي من الآن فصاعدًا من إرسال واستقبال المدفوعات عبر الحدود باستخدام النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية. تعمل هذه الخدمة بكامل طاقتها، ويمكن الوصول إليها عبر تطبيقات الهاتف المحمول وشبكات الفروع الخاصة بالبنكين، مما يسهل إجراء معاملات سلسة عبر الحدود الأفريقية. مع هذا الإطلاق، تستطيع الشركات والأفراد الاستفادة من مدفوعات أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة، وأمن أكبر، دون الحاجة إلى الاعتماد على البنوك المراسلة أو استخدام عملات طرف ثالث.

وفي إطار تسليط الضوء على فوائد النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية لعملاء البنك التجاري الكيني وبنك كيغالي، صرح مايك أوغبالو الثالث، الرئيس التنفيذي لشركة النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية، قائلاً: "سيشهد العملاء معاملات أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة وأماناً عبر الحدود، وذلك من خلال تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة ببنوكهم أو من خلال فروعها. يمكن للشركات ممارسة التجارة بحرية وبشكل أكثر تنافسية دون الحاجة إلى البنوك المراسلة خارج القارة، وتقليل الاعتماد على عملات الطرف الثالث. ومن المتوقع أن يفتح هذا التحول آفاقاً جديدة للتجارة والاستثمار، مما يمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة الأفريقية من الوصول إلى أسواق أوسع والمساهمة في تعزيز الاقتصاد المحلي".

وأعرب السيد أوغبالو الثالث عن امتنانه العميق للبنك التجاري الكيني وبنك كيغالي على أدوارهما الرائدة في تبني مبادرة النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية وأشاد ببول روسو، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك التجاري الكيني، والدكتورة ديان كاروسيسي، الرئيسة التنفيذية لبنك كيغالي، "على "قيادتهما الحكيمة والتزامهما الثابت".

وأشار إلى أن شبكة النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية، التي تم إطلاقها في عام 2022 خلال مرحلتها التجريبية في المنطقة النقدية لغرب إفريقيا، قد نمت بنجاح لتشمل 15 بنكًا مركزيًا وأكثر من 150 بنكًا تجاريًا و14 محولًا. وأضاف أن "هذا التوسع يمثل خطوة هامة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في ربط القارة بأكملها، وضمان استفادة كل مواطن أفريقي من معاملات سلسة وفعالة من حيث التكلفة عبر الحدود".

وأضاف السيد أوجبالو الثالث قائلاً: "نظرًا لأن 16% فقط من إجمالي التجارة في أفريقيا تتم داخل المنطقة، فإن إطلاق النظام الأفرييق للمدفوعات والتسوية في كينيا ورواندا يمثل خطوة مهمة في إطلاق العنان لإمكانات القارة. ونعتقد أن هذه البنية الأساسية المبتكرة للسوق المالية من شأنها أن تسهل فرص أكبر للتجارة والنمو الاقتصادي والتمكين المالي بين دول شرق أفريقيا وبقية أفريقيا".

ودعا البنوك المركزية والتجارية الأخرى في شرق إفريقيا إلى الانضمام إلى عائلة النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية لتلعب دورا محوريا في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تعمل على بناء إفريقيا أكثر ازدهارا ووحدة.

وفي معرض حديثه عن هذا الإنجاز، قال بول روسو، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك التجاري الكيني: "نريد أن نلعب دورا أكبر في تحفيز التجارة والمدفوعات في إفريقيا وخارجها، والاستفادة من قدراتنا الرقمية وبصمتنا الإقليمية. ويتماشى انضمامنا إلى النظام الأفريقي للمدفوعات والتسوية تماما مع استراتيجيتنا المتمثلة في دعم النمو الاقتصادي في كينيا وفي جميع أنحاء إفريقيا من خلال تسهيل المعاملات المالية السلسة".

وسلطت الدكتورة ديان كاروسيسي، الرئيسة التنفيذية لبنك كيغالي، الضوء على أهمية الشراكة: "يسمح هذا النظام للناس بإرسال الأموال بسرعة. على سبيل المثال ، إذا أرسل شخص ما فرنكا روانديا من رواندا ، فيمكنه الوصول إلى غانا بعملته المحلية. يقوم النظام بتحويل العملة لتلبية المتطلبات المحلية. يمكن لرواد الأعمال في رواندا الآن تلقي المدفوعات على الفور بالفرنك الرواندي أو الدولار الأمريكي من أي بلد عضو. وتتم هذه الخدمة بشكل سريع وبأسعار معقولة وموثوقة ".