بناء على الإطلاق الناجح لمنظومتها القارية الرائدة للدفع، أعلن النظام الأفريقي للدفع والتسوية، بالتعاون الاستراتيجي مع شركة إنتيرستيلار ، وهي شركة أفريقية رائدة في مجال التكنولوجيا العميق ، عن إطلاق سوق العملات الأفريقية التابعة لالنظام الأفريقي للدفع والتسوية . وتم الإعلان عن الإطلاق على هامش الاجتماع السنوي لأفريكسيم بنك لعام 2025 الذي عقد في أبوجا في الفترة من 25 إلى 28 يونيو.

يمثل هذا الجيل القادم من  منظومة السوق المالية نقلة نوعية طموحة في مهمة النظام الأفريقي للدفع، إذ تعالج التحدي الذي تواجهه إفريقيا منذ فترة طويلة والمتمثل في عدم تحويل العملات، وتُمكّن من تبادل العملات الوطنية بسلاسة في التجارة  البينية الأفريقية.

على مدى عقود من الزمان، أعاقت تجزئة المشهد المالي في أفريقيا الزخم الاقتصادي.  تسبب تعدد العملات الأفريقية التي بلغت   41 عملة، والبيئات التنظيمية المتنوعة، والافتقار إلى قابلية التحويل في حدوث احتكاك كبير. حيث اضطرت لشركات الأفريقية في كثير من الأحيان إلى الاعتماد على العملات الأجنبية الخارجية (الصعبة) للصرف الأجنبي للتجارة مع البلدان المجاورة، مما خلق ما يسميه الخبراء " عقبة العملة الصعبة والمكلفة". ويستنزف هذا الحل البديل ما يُقدر بخمسة مليارات دولار سنويًا من الرسوم والتأخيرات وتكاليف الفرص البديلة، مما يُقوّض القدرة التنافسية للشركات الأفريقية ويُبطئ التقدم نحو تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

أكد مايك أوجبالو الثالث، الرئيس التنفيذي لشركة النظام الأفريقي للدفع والتسوية، أن "سوق العملات الأفريقية للنظام الأفريقي للدفع والتسوية يتميز بالشفافية التامة، ويعتمد على دفتر الطلبات، ويعمل مع أطراف مقابلة موثوقة، ويلتزم التزامًا صارمًا بالأطر التنظيمية المحلية وأفضل الممارسات العالمية". وأضاف: "من خلال إنشاء مجمع سيولة واحد على مستوى القارة، يعمل سوق الأوراق المالية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية كمحرك سيولة قوي للتجارة بين البلدان الأفريقية". يمثل هذا الإطلاق تطورًا استراتيجيًا كبيرًا في رحلة النظام الأفريقي للدفع والتسوية. ووفقًا للسيد أوجبالو، فقد مكّن النظام الأفريقي للدفع والتسوية، منذ إطلاقه الرسمي في عام 2022، من إجراء مدفوعات عبر الحدود في الوقت الفعلي عبر 16 دولة، وربط 14 بنكا وسيطا وطنيًا وأكثر من 150 بنكًا تجاريًا. تم تجريب النظام الأفريقي للدفع والتسوية في البداية في منطقة غرب أفريقيا النقدية، وتوسع بسرعة ليصبح أساس التسوية الأساسية للمنظومة المالية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفرييقة. ولكن بالرغم من وضع خطوط الدفع، ظلت هناك مشكلة أعمق."

أوضح مايك أوغبالو: "سرعان ما أدركنا أن حل المدفوعات وحده لم يكن كافيا". "بل لا تزال الشركات وشركات الطيران وشركات إعادة التأمين والشركات متعددة الجنسيات العاملة في جميع أنحاء إفريقيا تواجه عقبة مستمرة: وهي رأس المال المحاصر، الناجم عن عدم قابلية تحويل العملات والاعتماد المفرط على العملات الصعبة." على سبيل المثال ، أوضح أن أكثر من 2 مليار دولار أمريكي "محاصر" حاليا في البلدان الأفريقية التي تعمل فيها شركات الطيران ، غير قادرة على إعادة أموالها إلى الوطن بسبب قيود الصرف أو انخفاض قيمة العملات المحلية. "سوق العملة الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية هو الحل لهذه المشكلة - امتدادا لالتزامنا ببناء بنية تحتية مالية سيادية خالية من الاحتكاك لأفريقيا.

تتيح سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل النظام الأفريقي للدفع والتسوية و شركة إنتيرستيلار ، التبادل المباشر للعملات الأفريقية دون المرور عبر العملات الصعبة. كمنصة شفافة على مستوى القارة ، تتيح للشركات التداول مباشرة بالعملات المحلية في الوقت الفعلي تقريبا مع الحفاظ على الامتثال للوائح الوطنية. فهو يفتح السيولة، ويطلق رأس المال المحاصر، ويقضي على تكاليف الصرف الأجنبي المفرطة، ويدعم هدف القارة الطويل الأجل المتمثل في السيادة المالية. بالشراكة مع النظام الأفريقي للدفع والتسوية ، تم بناء سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية على البنية التحتية للمؤسسات على مستوى المؤسسات ، والتي تتيح استخدام تقنية سلاسل الكتل المصرح بها مع ضمان الأمان المؤسسي وقابلية التوسع والتسوية الفورية تقريبا.

 قال إرنست مبينكوم ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شركة إنتيرستيلار خلال محادثة بجانب المدفأة عند الإطلاr "لا يتعلق الأمر بالتكنولوجيا فحسب، بل يتعلق بتحقيق رؤية قارية"، مضيفا أنه "تم بناء سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية من الألف إلى الياء لتلبية الاحتياجات الخاصة لأفريقيا. وأضاف أن العلاقة بين النظام الأفريقي للدفع والتسوية وشركة إنتيرستيلار ليست  مجرد علاقة تعاون، فنحن مهندسون مشاركون لمستقبل مالي جديد، متوافقون في الهدف وملتزمون بالتحول.

 وأكد إرنست مبينكوم كذلك أن "العملات الأفريقية تستحق مكانا أفضل في العالم. مع هذا السوق، لم تعد عملتك المحلية مجرد وسيلة للتبادل ، بل أصبحت وسيلة للفرص. كما سلط الضوء على أن هذه ليست سوى بداية رؤية شركة إنتيرستيلار، قائلا: "نحن نبني مستقبلا لم تعد فيه إفريقيا بحاجة إلى انتظار السكك الحديدية الأجنبية لنقل القيمة. وستعمل بنيتنا التحتية على تعزيز النهضة المالية في أفريقيا."

وقال هيثم المعايرجي، نائب الرئيس التنفيذي لبنك أفريكسيم: "يمنحنا سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية القدرة على تحويل التجارة بشكل كبير، مما يجعلنا نتعامل مع بعضنا البعض مع فائدة كبيرة تتمثل في إمكانية القبول المتبادل لعملاتنا".

بدأ التأثير يظهر بالفعل. خلال المرحلة التجريبية، أجرت أكثر من 80 شركة أفريقية معاملات عبر 12 زوجًا من العملات، مع تسوية جميع المعاملات بالعملات المحلية. على سبيل المثال، يمكن الآن لشركة مثل الخطوط الجوية الكينية، التي تكسب النيرة النيجيرية من مبيعات التذاكر، استخدام منصة سوق العملة الأفرييقة لاستبدال النيرة مباشرةً بالشلن الكيني - دون الحاجة إلى تحويلها بعملة ثالثة. ومن بين أوائل المستخدمين، شركة الشركة الأفريقية لإعادة التأمين  وشركة أكيسي فيو أفريكا، التي وصفت المنصة بأنها "حلم تحقق".

يُحرر سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية رأس المال المحتجز، ويُلغي تكاليف الصرف الأجنبي المفرطة، ويُحوّل تأخيرات التسوية التي تمتد لأسابيع إلى تنفيذ شبه فوري. وأشار الرئيس التنفيذي للنظام الأفريقي للدفع والتسوية، السيد أوغبالو، إلى أنه بعد التجارب الإيجابية لبعض المستخدمين الأوائل، حظي النظام الأفريقي للدفع والتسوية باهتمام من مؤسسات خارج أفريقيا تسعى للانضمام إلى هذه المنظومة.

وقال: "يُثبت هذا الطلب قيمة ما بنيناه". مع أكثر من 150 بنكًا متصلًا بالفعل عبر نظام النظام الأفريقي للدفع والتسوية، وتزايد الطلب في جميع أنحاء القارة، يُمثل سوق العملات الأفريقية النظام الأفريقي للدفع والتسوية أداةً ماليةً ثوريةً نحو أفريقيا أكثر توحدًا وسيادةً وكفاءة.

وفي ختام كلمته الافتتاحية، أكد السيد هيثم المعايرجي، نائب الرئيس التنفيذي لبنك التجارة العالمية في أفريكسيم بنك، قائلاً: "لن تنهض أفريقيا بالأفكار، بل بالأفعال".

سوق العملات الأفريقية التابعة للنظام الأفريقي للدفع والتسوية مفتوح الآن للشركات والمؤسسات المالية المؤهلة، وغيرها من المشاركين في السوق في جميع أنحاء القارة.