تم افتتاح المركز الطبي الأفريقي للتميز (المركز) رسميا اليوم، مما يمثل علامة فارقة تاريخية في رحلة إفريقيا نحو تحقيق سيادة الرعاية الصحية. رعى حفل الافتتاح الرسمي للمرفق الطبي العالي الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار أمريكي ، والذي طوره البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)  بالشراكة مع مستشفى كينغز كوليدج لندن، فخامة الرئيس بولا أحمد تينوبو كضيف شرف، ممثلا بسعادة السيناتور كاشيم شيتيما، نائب رئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية، إلى جانب كبار المسؤولين الحكوميين والقطاعين الخاص بمن فيهم وزير الصحة، ووزير المالية ومعالي وزير الخارجية، وإدارة الجمارك النيجيرية، وإدارة الهجرة النيجيرية، وشركة البترول الوطنية النيجيرية المحدودة  وبنك الصناعة، بين آخرين. 

تم تصميم المركز الأفريقي الطبي للتميز في أبوجا، لتلبية أعلى المعايير العالمية، حيث يقدم خدمات عالمية المستوى في مجال الأورام وأمراض الدم وأمراض القلب والخدمات الطبية العامة. ويمثل المرفق، الذي يعد أكثر من مجرد مستشفى، تصميم أفريقيا بشكل جريء على تقليل الاعتماد على النظم الصحية الأجنبية وعكس اتجاه ما يقدر بنحو 6-10 مليارات دولار أمريكي ينفقه الأفارقة سنويا في البحث عن العلاج في الخارج. 

يأتي افتتاح المركز الأفريقي الطبي للتميز في أبوجا في وقت حرج ، حيث تسعى إفريقيا إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتقليل الاعتماد على مقدمي الخدمات الخارجيين. كشفت جائحة كوفيد-19 عن نقاط الضعف المرتبطة  بالاعتماد الخارجي، حيث يضع نقص الإمدادات العالمية ضغوطا هائلة على الدول الأفريقية. وبالمثل، عززت الاستجابات السابقة للأزمات الصحية مثل الإيبولا الحاجة الملحة إلى حلول محلية قادرة على الصمود. فبعد عقود من الاستقلال، لا يزال ملايين الأفارقة يعانون من أمراض مثل فقر الدم المنجلي والملاريا، وهي ظروف يمكن إدارتها بشكل أفضل من خلال البحوث والاستثمارات المحلية المستهدفة. ومع ذلك، غالبا ما تحظى هذه الأمراض باهتمام أو تمويل عالمي محدود، مما يترك فجوات علاجية مهمة. وفي هذا الصدد، يمثل المركز الأفريقي الطبي للتميز في أبوجا خطوة جريئة إلى الأمام، حيث يقدم رعاية عالمية المستوى إلى القارة، مع التركيز على الأولويات الصحية الأفريقية، ووضع الأساس لمستقبل أكثر صحة واعتمادا على الذات. في إطار شراكة استراتيجية مع بنك الصناعة ومؤسسة البترول الوطنية النيجيرية المحدودة، يُجسد المركز الأفريقي الطبي للتميز مثالًا حيًا لما يمكن تحقيقه عندما تتحد المؤسسات الأفريقية لتحقيق هدف مشترك.

اليوم، لا ندشن مبنى فحسب، بل نُصدر بيانًا جماعيًا جريئًا: لن نقبل بعد الآن بالضعف الطبي كقدر. يقف المركز الطبي الأفريقي للتميز دليلاً على أن أفريقيا مستعدة لمنافسة أفضل مقدمي الرعاية الصحية العالمية. أُشيد ببنك التصدير والاستيراد الأفريقي ورئيسه صاحب الرؤية الثاقبة، البروفيسور بنديكت أوراما، وأُشيد بالشراكة مع مستشفى كينجز كوليدج لتحويل هذا الحلم الجريء إلى حقيقة. هذا ما يحدث عندما تواجه المؤسسات الأفريقية التحديات الأفريقية بحلول أفريقية. 

على مدار العامين الماضيين، اتخذنا خطوات مدروسة لتعزيز قطاع الصحة في نيجيريا، بدءًا من تطوير سلسلة قيمة الرعاية الصحية من خلال المبادرة الرئاسية، مرورًا بتوسيع إنتاج الأدوية وتطوير الأنظمة التنظيمية، وتوفير خدمات التشخيص، بالإضافة إلى تأمين أكثر من 2.2 مليار دولار أميركي من الاستثمارات الجديدة عبر مبادرة تجديد قطاع الصحة في البلاد. ومع ذلك، فإن الحفاظ على التميز هو أولوية، ولهذا نحن نستثمر في البنى التحتية للطاقة والنقل والاتصال، لتمكين المؤسسات الصحية من الازدهار. ومع وجود أكبر مختبر للخلايا الجذعية في غرب أفريقيا، وخطط لإنشاء كلية طب، فإن هذا المركز ليس مجرد مستشفى، بل هو منصة لعلاج المرضى وتدريب الأجيال القادمة من الأطباء والكوادر الصحية. – فخامة السيد بولا أحمد تينوبو، الحاصل على وسام الجمهورية النيجيرية للعلاقات الخارجية، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ممثلاً بمعالي السيناتور كاشيم شيتيما، نائب رئيس الجمهورية. 

وتعليقا على هذا الإنجاز العظيم،  شكر البروفيسور بنديكت أوراما ، الرئيس ورئيس ورئيس مجلس إدارة كل من أفريكسيم  و المركز الأفريقي الطبي للتميز، الحكومة الفيدرالية لنيجيريا على توفير الأرض التي بُني عليها المركز الأفريقي الطبي للتميز، مضيفا: في عام 2013، مررتُ بلحظة حرجة عندما أُصبتُ بمرض خطير، ونُقلتُ إلى مستشفى كينجز كوليدج في لندن، حيثُ خضتُ معركةً ضاريةً لإنقاذ حياتي. وجودي هنا اليوم دليلٌ على قوة البحث الطبي المتطور، والمعرفة السريرية، ومنظومة رعاية صحية قوية. إن الحدث الذي نُحيي ذكراه اليوم دليلٌ على أن إنقاذ الأرواح خيرٌ للمجتمع من دفن موتاه، وأن الإنسان الحيّ قادرٌ على المساهمة في التنمية والتحول الاجتماعي. قادتني هذه التجربة إلى استنتاج أن إحدى أهمّ المساهمات التي يُمكنني تقديمها لأفريقيا هي مساعدة أفريكسيم بنك على تنفيذ استراتيجيته الصحية والطبية بكلّ الطرق الممكنة. رؤيتنا للمركز الطبي الأفريقي المتميز لا تقتصر على تقديم رعاية صحية من الطراز الأول فحسب، بل أن يكون حافزًا لتطوير قطاع الصحة الأفريقي، مُعلنًا للعالم أن أفريقيا أخيرًا تُمسك بزمام مصيرها في مجال سيادة الرعاية الصحية والمعايير العالمية. 

وأعلن الرئيس أوراما أيضًا عن إطلاق مؤسسة العلوم الحياتية الأفريقية، التي ستُعد أداة فعالة لجذب رأس المال المغامر اللازم لتعزيز جهود البحث والتطوير. ودعا الحكومات الأفريقية وغير الأفريقية، بالإضافة إلى البنوك والأفراد ذوي الثروات العالية والمؤسسات التجارية، إلى الانضمام إلى البنك والاستثمار في المستشفى من خلال هذه المنصة، لدعم وتطوير القطاع الصحي في القارة. 

سلط بريان ديفر ، الرئيس التنفيذي لشركة المركز الأفريقي الطبي للتميز، الضوء على النهج الشامل للمنشأة: "اليوم ، نحن لا نفتح مستشفى فحسب - بل نطلق ثورة في الرعاية الصحية لأفريقيا. تمثل المركز الأفريقي الطبي للتميز نقلة نوعية في كيفية تقديم الرعاية الطبية المتخصصة في القارة. ويشمل نموذجنا المتكامل التشخيص المبكر والعلاج المتقدم وإدارة الأمراض على المدى الطويل، مما يخلق سلسلة متصلة من الرعاية التي تعمل على تحسين نتائج المرضى وتجاربهم الصحية". 

وأضاف: "تمتد مهمتنا إلى ما هو أبعد من العلاج لتشمل التعليم الطبي على مستوى عالمي والأبحاث الرائدة والابتكار المستمر. من خلال الجمع بين الخبرة الدولية وتنمية المواهب المحلية ، ستعمل المركز الأفريقي الطبي للتميز على بناء قدرات رعاية صحية مستدامة تخدم الأجيال القادمة.   

يشكل افتتاح المركز الأفريقي الطبي للتميز بداية عهد جديد لإفريقيا، حيث يحل فيها الاعتماد على الذات محل التبعية، وتصبح الرعاية الصحية عالية المستوى ليست مجرد امتياز لقلة، بل معيارًا مُتاحًا لكثيرين. ومن خلال ترسيخ تقديم خدمات صحية رائدة، وتنمية المواهب، وتعزيز الابتكار داخل القارة، لا يقتصر دور المركز على وقف تدفق المليارات إلى الخارج فحسب، بل يعيد أيضًا تعريف مكانة أفريقيا ضمن المنظومة الصحية العالمية، ويضعها على مسار أكثر استقلالية وفاعلية. 

من خلال شراكاته السريرية مع مستشفى كينغز كوليدج لندن ومؤسسة كريستي التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، سيصبح المركز الأفريقي الطبي للتميز منصة متقدمة لتطوير البحث العلمي والتعليم والتميز الطبي، من خلال تعزيز التبادل المستمر للمعرفة والخبرات. وفي مرحلته القادمة، يتوقع أن يتوسع المركز ليشمل مستشفى ثانٍ بسعة 350 سريرًا، بالإضافة إلى مدارس طبية وتمريض، ومؤسسة للعلوم الطبية، ومراكز أبحاث، ومرافق سكنية. معًا، سيساهم هذا النظام البيئي المتكامل في جعل نيجيريا مركزًا رائدًا للرعاية الصحية المتخصصة، والتدريب الطبي، والبحوث السريرية على مستوى القارة الأفريقية. 

قال البروفيسور كلايف كاي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مستشفى كينجز كوليدج التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: "نحن فخورون بشراكتنا مع بنك أفريكسيم في هذه المبادرة الرائدة. يُعد المركز الطبي الأفريقي للتميز خطوة هامة نحو مستقبل أفضل، حيث يدمج بين المعايير السريرية العالمية، وبرامج التدريب، والأبحاث المتطورة. نهدف من خلال هذه الشراكة إلى تبادل خبراتنا ودعم تطوير نموذج رعاية صحية مستدام يلبي بشكل مباشر احتياجات المرضى الأفارقة، ويعزز من قدرات المنظومة الصحية في القارة. 

ويرحب المركز الأفريقي الطبي للتميز حالياً بالمرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية، والباحثين، والشركاء، للانضمام إلى مهمته المتمثلة في تقديم رعاية صحية عالية الجودة، وتعزيز الابتكار، وبناء مستقبل أكثر صحة واستقلالية لإفريقيا. المركز الأفريقي الطبي للتميز هو أكبر مستشفى خاص متخصص في نيجيريا وغرب إفريقيا يركز على خدمات القلب والأوعية الدموية وأمراض الدم والأورام الشاملة والخدمات الطبية العامة. ويضم حاليًا 170 سريرًا مع خطة لتوسيع هذا إلى 500 سرير عند اكتماله. ويضم أكبر مختبر للخلايا الجذعية في المنطقة وخمس عشرة غرفة عزل ما بعد الخلايا الجذعية في غرب إفريقيا إلى جانب خمس غرف عمليات وثلاثة مختبرات قسطرة. كما يضم وحدة عناية مركزة بسعة 20 سريرًا وستة أسرة للعناية الحرجة و20 كرسيًا للعلاج الكيميائي مع صيدلية مركبة من بين أمور أخرى. يستضيف المركز الطبي الأفريقي للتميز في أبوجا بعض المعدات المتخصصة في نيجيريا والمنطقة حصريًا. وتشمل هذه الأجهزة جهاز سيكلوترون 18 ميجا إلكترون فولت وتصوير بالرنين المغناطيسي 3 تسلا وتصوير مقطعي محوسب 256 شريحة وجهاز علاج كثبي مع مصدر إيريديوم و4 خزائن للسلامة البيولوجية وأجهزة تصوير مقطعي محوسب 128 شريحة وغيرها.